23‏/08‏/2016

فيرنر هيرتزوج يقول "للإنترنت جانب مجيد"



حوار: مارك سبيتزوج (صحيفة نيويورك تايمز)
ترجمة: ممدوح شلبى

على مدى مشواره الفنى الذى بدأ منذ 50 سنة، إستطاع فيرنر هيرتزوج – الذى يبلغ من العمر 73 سنة – أن ينتقل بخفة ونجاح من إخراج الأفلام الروائية الغريبة مثل "أجيرا: غضب الله" وفيلم "فيتزكارالدو" إلى إخراج الأفلام التسجيلية الشعرية الحساسة مثل فيلم "كهف الأحلام المنسية"، والآن يوجه هيرتزوج نظره إلى الإنترنت، أو كما يسميه "الشئ".

فيلم "إسمع وإتفرج، تأملات عن عالم متصل" – يقتفى أثر الإنترنت منذ ظهوره كأعجوبة فى نهاية الستينات فى حرم جامعة كاليفورنيا، ويقدم الفيلم تأملات عن إمكانياته المستقبلية من خلال الخبراء الذين يميل بعضهم إلى التشائم والبعض الآخر إلى التفائل.

فيرنر هيرتزوج الذى قال أنه يستخدم خرائط جوجل أحياناً لكنه لم يستعمل شبكات التواصل الإجتماعى إطلاقاً، تحدث من خلال الهاتف الأرضى  عن علاقته بالتكنولوجيا، والتشابه بين كهوف العصر الحجرى القديم وبين الإنترنت، ولماذا إختار ألا يستعمل الهاتف النقال، وفيما يلى مقتطفات من المحادثة التى أجريتها معه.

- إنطلاقاً من الأمكنة التى صورت فيها أفلامك السابقة – أدغال بيرو والكهوف فى جنوب فرنسا – دعنى أسألك، هل ترى العالم الإفتراضى كما لو كان مجرد فضاء برى أيضاً وأنك تستكشفه؟

=أنا شخص فضولى، هذا مفتاح كل شئ، عندما ترى كهوف العصر الحجرى القديم فى جنوب فرنسا، فهذا عالم إفتراضى أيضاً، ولذلك فالأمر يتعلق فى كثير من جوانبه بالتصورات، الإنترنت ظاهرة جديدة، لكنه نوع إنسانى من الظواهر، نحن نتصور ونختبر العالم عبر تطبيق حقيقى (من خلال الإنترنت)، وعندما ننظر فى أمر الأدغال فما أراه هو حقل من الأحلام.

-لكن عالم الإنترنت أشبع فضولك.

=بالطبع، لإنه جديد بطبيعة الحال وشكل فعال جداً من الأشياء التى لدينا، انا أقول شئ لأننا لا نستطيع فعلاً أن نصفه بدقة كبيرة، ما هو مهم أيضاً أن لا أحد تنبأ به، حتى رواد الإنترنت لم يتنبأوا به، كُتاب الخيال العلمى لم يتنبأوا به، إنه أمر تميز بالمفاجأة الكبيرة جداً.

-قرأت انك لا تحمل هاتف نقال، وأنك أحياناً تستكشف جوجل، لكنك مبيتدئ نوعاً ما؟

=لست مبتدئاً تماماً، أنا بدأت إستخدام الإنترنت، لكننى أستخدمه بشكل أساسى من أجل البريد الإلكترونى، وكان ذلك منذ البداية، لكننى لا املك هاتفاً نقالاً، لأننى لا أريد أن أكون مُتاحاً طوال الوقت، عندما أنظر فى دائرة أصدقائى فإننى أرى الجميع يشكون من كونهم أصبحوا عبيداً لللهتاف النقال وللشريحتين، إنهم يبالغون، لكنهم مندمنين نوعاً ما، فإعتقدت أننى لا أحتاج أن أكون مُتاحاً طول الوقت.

-ماذا عن الإدمان؟ هل يجب عليك ان تتعاطف مع مُدمنى الإنترنت الذين تحاورت معهم فى الفيلم؟

=إنهم الناس الذين يتعاملون بإحترافية مع الإدمان، إنهم يقولون لك أن الأمر خطير ومثله مثل إدمان الهيروين.

-هل تساورك الشكوك بخصوص قوة الإنترنت؟

=علينا أن نكون واعين بأن الإنترنت من الممكن جداً مهاجمته،وسواء كان هذا عبارة عن هجوم "سايبر" أو كان الأمر كارثة طبيعية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسسب توهج الشمس فى إيقاف كل الإتصالات بين الأجهزة المبنية أرضياً، يجب علينا أن نكون حذرين لأنها لن تكون إتصالاتنا فقط هى التى ستتأثر، ولكن الشبكة الكهربية وشبكة مياه الشرب، فى إعتقادى أن الحديث عن عدم الحاجة إلى المال الحقيقى "الكاش" هراء، عندما تنقطع الكهرباء، لن تستطيع حتى أن تشترى سندوتش هامبورجر من سلسلة مطاعم للوجبات السريعة، يمكن ان يكون معك 100 دولار لكنهم لن ينفعوك فى شئ، من الأفضل لك أن يكون معك مال كاش من الفئات الصغيرة مثل فئة الدولار والخمسة دولار والعشرين دولار.

-يوجد مشهد مؤثر فى الفيلم عندما يقول شخص ما أن شبكة الإنترنت صُممت لمجتمع يثق فى بعضه بعضاً، لا يوجد تصور واحد عن التعرض لهجوم "سايبر".

=أو البريد المزعج "سبام" أو شئ من هذا القبيل، للإنترنت جانبه المجيد، كما أكشف فى الفيلم، الملايين يتشاركون فى لعبة فيديو لكى يستطيعوا حل إنزيم معقد لا تستطيع أكثر أجهزة السوبر كومبيوتر قوة أن يحله، لكن مجتمع ألعاب الفيديو يدعو إلى مهمة للحل، وتوجد أهمية كبيرة الآن فى مجال البحث بخصوص مرض السرطان والإيدز.

-هل هذا إستثناء للقاعدة؟

=لا، هذه هى القاعدة، وأعتقد أن الإستثناء هو الجانب المظلم.

-أيمكن للإنترنت أن "يبدأ فى الحلم لنفسه" ؟ هذا سؤال أنت سألته فى العديد من المواضيع، ما رأيك؟

=أن أسميه سؤالى المستوحى من فون كلاوسويتز، هذا السؤال ظهر فى الأصل من المُنظر الحربى كارل فون كلاوسويتز فى الحقبة النابوليونية، وقد إشتهر بقوله "الحرب تحلم أحياناً بنفسها"، فوجدت أنها ملاحظة عميقة، وسألت أشخاص عديدين ولم يكن لدى احد منهم إجابة، أحياناً يكون السؤال العميق أفضل من الإجابة السطحية، أعتقد أننا لابد لنا أن نبدأ فى تطوير أسئلة عميقة عما نفعله هنا مع الإنترنت وما الذى يفعله الإنترنت من جانبه، ليس لدى أى أحد فكرة عن هذا الأمر.

-أنت تحاورت مع إيلون ماسك مؤسس "سبيس إكس" وبدوت فى حالة إثارة بخصوص إمكانية أن تسافر انت نفسك إلى المريخ.
=أسافر فقط إذا كانت معى كاميرا، إذا واتتنى الفرصة سأكون سعيداً أن أقوم بهذا الأمر.

-لكى تعمل فيلماً تسجيلياً؟
=لا، ربما سأرسل شعراً سأكتبه عما أراه من مناظر عامة.